الدكتور احمد اديب احمد- بالأمس أخبار عن انقلاب عسكري في تركيا وأنباء عن محاولات خليفة المسلمين أردوغان للهرب، وهو الاسم الذي سماه إياه أمير الإخونجيين يوسف القرضاوي.
واليوم أخبار عن فشل الانقلاب وسيطرة ملك الإرهاب أردوغان على الوضع، وسط فرح وتهليل مؤيديه.
هل فعلاً فشل الانقلاب وصار أردوغان أقوى؟ هل فعلاً هي خطة أردوغانية لإبرازه قوياً؟
هناك اتفاق روسي أمريكي للإطاحة بأردوغان، لذلك فإن هذا الانقلاب مدعوم عالمياً، وما يفسر ذلك أنه تم فجأة دون سابق إنذار، وعلى الطريقة المصرية أيام سقوط مرسي ، ولكن أمريكا لا أمان لها ولا تخرج خاسرة.
كنت أتساءل بالأمس: هل هو تغيير وجوه في السلطة مع الحفاظ على سلطة تدعم الإرهاب ومصالح أمريكا؟ وهل هناك سيسي تركي يحضره الغرب؟
يبدو أن الإخلال الأمريكي بالاتفاق ودعمها مجدداً لأردوغان أفشل الانقلاب العسكري.
صحيح أن سقوط أردوغان هو رغبة قوية وأمنية لكل مقاوم، لكن ماذا لو سقط أردوغان وأتى البديل فهلل البعض وكبَّر ومجَّد فغدر البديل وكان أسوأ من سابقه!! فالانقلاب عبارة عن إبرة مخدر لا أكثر.
واليوم بقاء أردوغان لن يعطيه صفة البطل القومي لأن أوراقه محروقة، بل سيظهر ذلك المستبد الديكتاتوري الذي دعمته أمريكا للبقاء على عرشه، وهذا يعني استشراسه أكثر بالإرهاب وغرقه أكثر في مستنقع الوحل الدموي.
لكن هذا يعني أن بوادر التقسيم لتركيا قد بدأت فعلياً، بعد أن أشرت إليها في أكثر من حوار إعلامي سنة ٢٠١٤. فهذا الانقلاب سيشجع كل الحركات الانفصالية "غير الإخونجية" على العمل ونشر الفوضى الخلاقة في تركيا، فلا يتوقع أحد أن يعود الهدوء لأن الصفيح الساخن تحت العرش الأردوغاني بدأ يغلي.
ويمكن اعتبار الانقلاب هزاً وزلزلةً لعرشه، وتمهيداً لسقوطه الذي يجب أن يناسب عودة الاستقرار لسورية والمنطقة أصلاً.
ان المقال لا يعبر عن موقف وكالة مهر للأنباء وانما يعبر عن رأي الكاتب.
تعليقك